رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله خلال في كلمة له أقامة اتحاد بلديات قضاء بنت جبيل لقاء تكريمياً لإعلاميي الجنوب أن "القرار الأميركي الذي استهدف القدس إنما جاء ليستهدف كل القضية الفلسطينية، وعلى أهمية ما صدر من بعض المواقف الرسمية العربية والاسلامية الحاسمة، فإن ما يهمنا نحن في هذه المرحلة هو الموقف الشعبي، والخيار الأساسي لشعوبنا هو التصدي لهذا القرار"، لافتا الى أن "المحور الأساسي في هذا التصدي هو الشعب الفلسطيني، لأن حراك وانتفاضة الشعب الفلسطيني، هي الأساس في تغيير تجاه هذا العدوان والاستهداف للقدس والقضية الفلسطينية"، مشدداً على أن "هذه الهبّة الفلسطينية هي جادة ومضحية، وبالتالي علينا أن نقف إلى جانب هذا الشعب الفلسطيني المظلوم بكل الوسائل والسبل الممكنة، من أجل أن نواجه مفاعيل هذا القرار الأميركي".
وفي الشأن الداخلي اللبناني لفت النائب فضل الله الى أننا "أمام مرحلة جديدة فرضتها نتائج الأزمة التي عصفت بالوضع السياسي في لبنان في الآونة الأخيرة، والتي أظهر فيها لبنان قدرة على مواجهة ما حصل، لا سيما وأن غالبية اللبنانيين شعروا أنهم ينتمون إلى دولة حقيقية، من خلال صلابة الموقف الرسمي الذي وقفه رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي والقوى السياسية الحريصة على الاستقرار والكرامة الوطنية"، مشيرا الى أننا "مررنا بمحطتين أساسيتين، الأولى هي ما حصل على المستوى السياسي في الداخل، والثانية هي في مواجهة تداعيات قرار الرئيس الأميركي باعتبار القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي ونقل السفارة الأميركية إلى القدس، وفي هاتين المحطتين كان لبنان دولة تدافع عن القضايا الأساسية والسيادة والكرامة والمصالح الوطنية، وهذا ما كان ليتم لولا المعادلة التي نشأت بعد انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية، ولو كان في قصر بعبدا رئيس غير العماد عون، لما رأينا هذا الموقف من قضية القدس، ولما كنا رأينا هذا الموقف من قضية الدفاع عن السيادة والكرامة الوطنية، وهذا أساس لنقرأ وضعنا الداخلي، ولنبني للمستقبل، وعندما يكون لدينا هكذا موقف رسمي وإرادة وطنية، نستطيع أن نطمئن إلى أننا أصبحنا قادرين على منع أي مساس بوحدتنا وسيادتنا وكرامتنا واستقرارنا، وهذا واحد من عوامل العزة والمنعة والكرامة في لبنان".
وشدد النائب فضل الله على أن "لبنان الذي هزم العدو الإسرائيلي وحرر أرضه من العدو التكفيري، لم يكتف في هذا المقدار، بل أصبح مؤثراً في معادلات المنطقة، وهذا لم يكن موجود فيه من قبل، حيث كان ساحة ومتنفس لصراعات الآخرين، لافتاً إلى أنه في السابق كان هناك من يطالب بسحب الآخرين من لبنان، وأما اليوم فأصبح هناك من يطالب بانسحاب اللبنانيين من الخارج، وهذا مصدر عز وفخر، ويدل على أن هذا البلد تحول اليوم إلى وطن للكرامة والعزة والكبرياء والحرية"، معتبرا ان " واحدة من الانجازات الكبرى التي نفاخر بها، أننا أسهمنا بشكل كبير بتقديم قانون انتخابي جديد للبنانيين قائم على النسبية التي تعطي لكل مواطن القدرة على التأثير في الانتخابات، لا سيما وأنه قد وضعت الأسس القانونية للانتخابات، وبدأت الاجراءات العملية وحددت المواعيد، وعليه فإننا سنذهب إلى هذه الانتخابات بلوائح موحدة ومكتملة كحزب الله وحركة أمل، ونقدم رؤيتنا وانجازاتنا وما قمنا به للناس، وعلى الناس أن تختار، لأن أهم إنجاز أننا أتحنا للبنانيين أن ينتخبوا بطريقة مختلفة عن السابق التي كانت تستخدم فيها المحادل والبوسطات، ونعتقد أن هذا واحد من أهم الانجازات الوطنية على المستوى الداخلي، فكما قدمنا الانجاز الوطني الكبير على مستوى السيادة والتحرير والكرامة، قدمنا هذا الانجاز على المستوى السياسي".
وفي الشأن التنموي، أكد النائب فضل الله أن "منطقة بنت جبيل عادت أفضل مما كانت عليه بعد حرب تموز عام 2006، وهذا يعود بالفضل للجهد الذي يقوم به الاتحاد والبلديات وأيضاً الوزارات المعنية ومجلس الجنوب وكل المؤسسات، وصحيح أن هناك مشاكل وأزمات، ولكن نحن نعتبر أننا من أفضل المناطق على مستوى البنية التحيتية بكل مجالاتها من مواصلات وكهرباء وبيئة وتشجير ومياه باستثناء بعض القرى المحدودة الموجودة على الأطراف"ن معتبرا انه "ينقصنا فرص العمل، وهذه مشكلة عامة وليست خاصة، ولكن الحل يكون بوظائف الدولة عبر مجلس الخدمة المدنية، حتى يتمكن الكفوء من أن يأخذ مكان له بكافئته، أو عبر القطاع الخاص من خلال تعزيز المشاريع الاستثمارية الصغيرة التي تؤمن فرص عمل للناس، مشدداً على أنه مهما نقدم للناس في هذه المنطقة نبقى مقصرين، لأن من يقدم الدم، فإننا مهما نقدم له لا نوفيه حقه، فكيف بهذه المنطقة التي قدمت الشهداء تلو الشهداء في كل معاركنا الوطنية".